هناك عدد كبير جدًا من الكائنات الدقيقة جدًا متناهية الصغر التي لا يُمكن للعين المجردة تمييزها ، وعلى الرغم أنه يوجد بعض الكائنات الدقيقة المفيدة مثل بعض أنواع البكتيريا والبروبيوتيك وغيرهم ؛ إلا أنه من جهة أخرى يُوجد عدد كبير من مسببات الأمراض الدقيقة وخصوصًا البكتيريا والعديد من أنواع الفيروسات ، كما أن انتشار بعض الفيروسات التي لم يتم التوصل بعد إلى علاج نهائي لها مثل الفيروس المستجد كوفيد 19 أو كما يُعرف عالميًا باسم كورونا يُوضح أهمية أن يعرف كل شخص كيفية تقوية جهاز المناعة بالوسائل الطبيعية ضد الفيروسات حتى يتمكن من الوقاية من الأمراض الخطيرة .
كيف يُهاجم الفيروس جسم الإنسان ؟
ومن جهة أخرى دعونا نتعرف سويًا على الطريقة التي تخترق بها الفيروسات الجسم وآلية الإصابة بالأمراض الناتجة عنها والتي تتم من خلال الخطوات التالية :
- عندما يصل الفيروس إلى أي خلية من جسم الإنسان ؛ يحدث تفاعل بيوكيميائي بين المستقبلات والبروتينات الموجودة على سطح الفيروس وبين البروتينات الموجودة في الفيروس نفسه ، وقد يتم ذلك التفاعل في شكل امتصاص أو التصاق بين الخلية والفيروس.
- وعندما يتمكن الفيروس من الخلية ؛ تفقد الخلية قدرتها على أداء الوظائف المختلفة، وتكون قابلة لاستقبال مختلف الفيروسات ، بل إن الفيروس يقوم بعملية الاستنساخ Replication ؛ وهذا بدوره يؤدي إلى إنتاج آلاف النسخ من الفيروسات داخل الجسم ومن ثَم إصابة عدد كبير جدًا من خلايا الجسم بالفيروس وتُعرف هذه الظاهرة باسم ( التكاثر الفيروسي ).
- وهنا؛ يبدأ الجهاز المناعي في إطلاق خلايا مناعية مُخصصة للقضاء على نوع الفيروس الذي يُهاجم الجسم ؛ وهنا تبدأ معركة قوية بين الفيروس وبين الجهاز المناعي؛ وبالتالي×؛ فإن الشخص الذي يمتلك جهاز مناعي قوي؛ لن يتمكن منه الفيروس في حين أن المناعة الضعيفة تؤدي إلى سيطرة الفيروس على الجسم، من ثَم ظهور الأعراض تباعًا.
- وعندما يبدأ عمل الجهاز المناعي في هذه الحالة ترتفع في جسم ودم المريض مواد تُسمى البيروجين؛ وهذه المواد هي التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم والإصابة بأعراض الحمى؛ وتعتبر هذه الأعراض هي أسلحة الجهاز المناعي في مهاجمة الفيروس ووقف معدل تكاثره في الجسم ولا سيما أن الفيروس يُمكنه أن ينشط ويتكاثر في درجة حرارة الجسم العادية التي تُعادل 37 درجة، وبالتالي الإصابة بأعراض الحمى يُوقف عمل الفيروس ويُقلل نشاطه.
- تستمر حالة الحرب هذه بين الجهاز المناعي وبين الجسم؛ وإذا لم يصمد الجهاز المناعي؛ ينتقل الفيروس إلى أجزاء أخرى بالجسم مثل الرئة والكليتين وغيرهم، وإذا لم تنجح الطرق العلاجية هنا في مقاومة الفيروس؛ قد يتعرض المريض إلى الوفاة.
- أما إذا تمكن الجهاز المناعي من الانتصار بالكامل على الفيروس؛ تظهر على المريض أعراض أخرى مثل العطس والسعال؛ حيث يتم طرد الفيروس من الجسم من خلال العطس والكحة الشديدة.
- وعندما يخرج الفيروس من الجسم؛ يكون ما زال حيًا ، وبالتالي ؛ يبدأ في البحث عن بيئة أخرى يعيش بها ؛ وإذا لم يجد ؛ يموت خلال ساعات قليلة ، أما إذا استنشقه شخص آخر يصل إلى جسمه ويبدأ رحلته مرة أخرى داخل جسم الشخص الجديد ، وهكذا.