يعتبر البعض أن الصيام لأكثر من عام هو نوعا من الخيال، لكن نعرض اليكم دليلا علميا قدمته مجلة طبية عن صاحب أطول صيام عن الطعام بالعالم، لشاب من أسكتلندا، وكان ذلك في العام 1965م حيث امتنع الشاب أنجوس بار بري، الذي بلغ حينها من العمر سبعة وعشرون عاما، عن الأكل لأكثر من عام حيث بلغت المدة نحو 382 يوما، حيث تمكن من خفض وزنه من 206 كيلوجرام إلى 81 كيلوجرام، وكان ذلك تحت إشراف طبي.
دخوله لموسوعة غينس
وبعد فقدان بار بري نحو 125 كيلوجرام من وزنه، خلال أطول صيام عن الطعام في التاريخ، دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في العام 1971م، مع بقاء وزنه كما هو لمدة خمس سنوات.
وأوضحت دراسة نشرتها المجلة الطبية في عام 1973م، القصة الكاملة للشاب الذي كان يعاني من السمنة المفرطة وبحسب الأطباء في كلية الطب بجامعة دندي في أسكتلندا، الذين أشرفوا على حالة باربري، فقد كان الرجل يتناول مكملات غذائية تحتوي على البوتاسيوم والصوديوم والخميرة، التي تعتبر ضرورية للوظائف البيولوجية داخل الجسم، ولم يأكل باربري أي طعام صلب خلال فترة صيامه، وبقي على قيد الحياة بفضل المكملات الغذائية والدهون الوفيرة التي كانت تحترق لتمده بالطاقة على مدار عام وسبعة عشر يوما، ولأن الشاب امتنع عن تناول الطعام الصلب لفترة طويلة، فقد كانت حركات الأمعاء نادرة، وبالتالي كانت عملية الإخراج تحدث فقط كل شهر ونصف تقريبا.
المتابعة الطبية
وكان بار بري يزور المستشفى بشكل دائم، من أجل الحفاظ على صحته، وكان يخضع لفحوصات لضغط الدم والسكر والبول، واستخدم الأطباء نتائج هذه الفحوصات لتقديم المكملات الغذائية وتصحيح أي قصور. وأذهلت حالة بار بري الأطباء المشرفين عليه، بسبب حافظه على صحته طيلة فترة صيامه.
التفسير العلمي للحالة
في العام 2012م، قدمت العالمة كارل كرو سيلنيك، تفسيرا لحالة بار بري في مقال لها قالت فيه “تنقسم جزيئات الدهون إلى مادتين كيميائيتين منفصلتين: الأولى الجلسرين، التي يمكن تحويلها إلى جلوكوز، والثانية الأحماض الدهنية، التي يمكن تحويلها إلى مواد كيميائية أخرى تسمى الكيتونات.
ونوهت العالمة الأسترالية أنه يمكن لجسم الإنسان، بما في ذلك العقل، أن يتغذى على الجلوكوز والكيتونات حتى نفاد الدهون من الجسم ، وهو ما حصل مع بار بري الذي كان يعاني من دهون مفرطة.
حيث كان أول ما تناوله باربري بعد صيامه الطويل، والذي نسي خلاله مذاق الطعام بيضة مسلوقة مع شريحة من الخبز والزبدة، وقال للصحفيين حينها: “أشعر بأن بطني ممتلئ جدا”.